ملخص الخطبة | |||
1- التحذير في نسيان العظة والعبرة في غمرة الحديث عن أشراط الساعة. 2- من علامات النبوة ظهور مدعي النبوة. 3- المسيح الدجال وبعض صور فتنته. 4- قرب ظهور المسيح الدجال. | |||
الخطبة الأولى | |||
عباد الله، فلا زلنا نتحدث عن علامات الساعة التي ثبتت عن صاحب الوسيلة والشفاعة، رأينا ما يقارب سبعَ عشرة آية: بعثته وموته قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث، أضحكني مؤمّل للدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه وهو لا يدري أسخط الله أم أرضاه. وأبكاني ثلاث، أبكاني فوات الأحبة محمدٍ وصحبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله تعالى)، ذلك يوم التغابن، تزود مـن معاشك للمعاد وقم لله واعمل خيـر زاد ولا تجمع من الدنيـا كثيرا فـإن المال يجمـع للنفاد أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغيـر زاد؟! فالعلامات التي نذكرها ليست من قبيل قصص ألف ليلة وليلة ولا نوادر كليلة ودمنة، إنما هي آيات، ونختم حديثنا عن علامات الساعة الصغرى بعلامة خطيرة، ألا وهي ظهور الكذابين والدجالين. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله وصدق رسول الله ففي عهد الصحابة خرج مسيلِمة الكذاب باليمامة، والأسود العَنْسي باليمن، وطُليحة الأسدي بالحجاز، وسجاح الكاهنة بتغلب، جعلهم الله فتنة للعباد، فأضلوا كثيراً عن سبيله. وفي عصر التابعين خرج المختار الثقفي، وفي كل عصر يخرجون، حتى إنه منذ قرن من الزمان ظهر الدجال الحسين بن علي عباس بإيران مدعياً النبوة، ولقِّب ببهاء الله وأتباعه هم المعروفون بالبهائية. وبعده ظهر بالهند الدجال ميرزا غلام أحمد القادياني وادعى النبوة بتحريض من انكلترا فأضل خلقاً كثيراً، ولا يزال أتباعه المعروفون بالقاديانية إلى اليوم أكثر الفرق الكافرة انتشاراً في أوروبا. وآخر من سمعنا ادعى النبوة هو الدجال الزنديق محمود محمد طه السوداني الذي أضل خلقاً كثيراً كذلك بمقالاته وخطاباته، حتى أعدمته الحكومة السودانية عام 1985م ولله الحمد. وكل ذلك مصداق حديث رسول الله إلا أن أكثر الدجالين فتنة وأعظمهم بلاء وأكبرهم تضليلاً على الإطلاق هو الدجال الأكبر: المسيح الدجال.. المسيح الدجال الذي يخرج في آخر الزمان وهو من علامات الساعة الكبرى. فالمسيح الدجال هو أعظم فتنة تعرفها البشرية على الإطلاق، ويوضّح خطورته أحاديث منها: ما جاء في صحيح مسلم عن عمران بن حصين أن رسول الله فمن المسيح الدجال؟ ولم سمي بذلك؟ يقول ابن الأثير: "سمّي الدجال مسيحاً لأن عينه الواحدة ممسوحة، والمسيح الذي أحد شقي وجهه ممسوح، لا عين له ولا حاجب، فهو فعيل بمعنى مفعول، بخلاف المسيح عيسى فإنه فعيل بمعنى فاعل، سمّي كذلك لأنه كان يمسح المريض فيبرأ بإذن الله. والدجال هو الكذاب، سمي الدجال من الدجل، وهو التغطية لأنه يغطي الحق بباطله". إذا عرفتم ذلك فما فتنة المسيح الدجال؟ اعلموا أن هذا الكذاب سوف يدّعي الربوبية لا النبوة فقط، فيُظهر الله على يديه خوارق مما يساعده على إظهار باطله، حتى إن الرجل ليكون على يقين أن أمره باطل وأنه لن يخدعه، فبمجرد أن يرى ما عنده من مخاريق يتبعه، ففي سنن أبي داود عن عمران بن حصين مرفوعاً: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه)). فمن خوارق العادات التي تظهر على يديه: * سرعة انتقاله في الأرض، ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان أن النبي * له جنة ونار، أي: معه نهر من ماء ونهر من نار، والواقع خلاف ذلك، فإن ماءه هو ناره، وناره هي ماؤه كما في صحيح مسلم، قال النبي * استعانته بالشياطين، لا شك لديكم أن الشياطين لا تعين إلا من كان على غاية الإفك والضلال، والدجال على رأسهم، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله * أنه يقتل شاباً ويحييه، فحين يريد أن يدخل المدينة، يخرج إليه شاب هو يومئذ خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حذرنا منه رسول الله هذه هي فتنة المسيح الدجال.. تصوروا ـ عباد الله ـ لو خرج فينا هذه الأيام، والأحوال تتغير بسرعة، جهل كبير، وحبّ مال كثير، والقلوب ضعيفة، والشبهات خطافة، فهل سنصمد أم نتبعه؟! اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وطاعتك.
| |||
![]() الخطبة الثانية | |||
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين، صلـى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين، وصحابته الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فقد ذكرنا في أول الخطبة حديث رسول الله ففي صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً في وصف الدجال: ((رجل جسيم، أحمر، جعد الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية)) أي: ليس فيها ضوء فلا يرى بها. وفي رواية أحمد: ((فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم تبارك وتعالى حتى تموتوا)). ومن صفاته أيضاً، أنه مكتوب بين عينيه كافر، كما في صحيح البخاري وفي رواية لغيره: ((بين عينيه ك ف ر يقرؤه كل مؤمن))، ومن صفاته أيضاً أنه لا عقب له فلا ولد له كما في صحيح مسلم. أمّا زمان خروجه فقد قرُب، واعلموا أنه حيّ منذ قديم الزمان حتى إن رسول الله عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت نداء المنادي منادي رسول الله وسنكمل الحديث عن المسيح الدجال، وكيف يقضي عليه المسيح عيسى عليه السلام في خطبة لاحقة، ونسأل الله عز وجل أن يثبتنا على دينه وعلى طاعته. |
علامات الساعة الكبرى (المسيح الدجال)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق