ملخص الخطبة | |||
1- الإسلام يحرم الفواحش وأسبابها. 2- الحجاب حصن للمسلمة يبعدها عن مظنة الرذيلة. 3- غض البصر حصن للمسلم والمسلمة وهو وسيلة حفظ الفرج. 4- نظرة الفجأة. 5- النظرة أول سهام إبليس. | |||
الخطبة الأولى | |||
أما بعد: أيها الناس، فإن الله تعالى قد من علينا بنعمة هي أكبر وأجل نعمة على الإطلاق، ألا وهي نعمة الإسلام، فقال عز وجل: وتأملوا ـ عباد الله ـ قوله تعالى: أما إذا خرجت كما لو لم يكن هناك أمر من ربها بالتستر، أو أهل يأمرونها بالحياء، فحينها تكون هي من جملة جند إبليس، وتتقرب إليه بمحاربة رب العالمين، فما العمل إذن؟ ما العمل إذا لم يمتثل الناس لأمر الله؟ ما المخرج إذا لم يفقه المسلمون المقصد في تحريم الزنا؟ - الحصن الثاني: غض البصر، علامة أهل الإيمان، ووصية من وصايا الرحمن الذي قال:
فإن قال قائل: ما بال هذا الإمام؟ أين يعيش هذا الإمام؟ هل يعقل مثل هذا الكلام؟ هل كلامه هذا يمكن في واقع هذه الأيام؟ لقد عم الفساد، وطم المنكر والإلحاد، ولا يمكن في هذه الأزمنة غض البصر، بعد أن فشا المنكر وانتشر. فنقول وبالله التوفيق: قبل الإجابة عن هذا يجب أن نوضح أمرين اثنين: الأول: اتفق عليه علماء الإسلام، ألا وهو أن ما كلفنا الله به من تكاليف ممكن كله، ولم يكلفنا قط بشيء لا نقدر عليه، يقول الله عز وجل: الأمر الثاني: يجب أن ننظر إلى صاحب هذه المقولة، من هو؟ أخشى ما أخشاه أن يكون من الذين يتخذون الطرقات مجالس، وهذه الظاهرة من أقبح ما ابتلي به مجتمعنا اليوم، وهي ظاهرة منتشرة في هذا البلد بكثرة، فإن كنت منهم فاعلم أن النبي ثم لنعلم أن هذه الأحكام إن لم تعن على ترك المنكر كلية فهي لا ريب تخففه، أما أن تستسلم للواقع المرّ فهذا ليس من الإيمان في شيء.
| |||
![]() الخطبة الثانية | |||
الحمد لله على إحسانه وعلى جزيل نعمه ووافر امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى سبيله ورضوانه، اللهم صل عليه وسلم وبارك وعلى أصحابه وآله، وعلى كل من اتبع سبيله وسار على منواله. أما بعد: فاعلم ـ أخي الكريم، أختي الكريمة ـ أن النظرة أصل عامة الحوادث التي تميت قلب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، والخطرة تولد الفكرة، والفكرة تولد الشهوة، والشهوة تولد الإرادة، والإرادة تولد العزيمة، ثم الفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. ولقد قيل: "الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم بعده"، ورحم الله القائل: وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يومـا أتعبتـك المناظـر رأيت الذي لا كله أنت قـادر عليه ولا عن بعضه أنت صابـر أي: إذا أرسلت نظرك فإنك ترى ما لا تقدر على تحصيله ولا تصبر على بعضه، وهذا من عجائب النظر. فهو سهم ترميه فيعود إليك، قيل: يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا أنت القتيل بما ترمي فلا تصب والأعجب من ذلك كله أن النظرة تجرح القلب جرحا، فيتبعها صاحبها جرحًا على جرح، حتى يموت القلب، وما أعظم قول من قال: كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء مـا دام ذا عين يقلبهـا في أعين الغير موقوف على الخطر كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهـام بلا قوس ولا وتـر يسـر المرء مـا ضر خـاطره لا مرحبـا بسرور عـاد بالضرر |
التبرج وغض البصر (3)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق