أرشيف فتاوى المكتبة

نصّ الرسالة الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحبكم في الله
نحن جمعيّة إسلامية هنا في إسبانيا، اشترينا بيتا أرضيّا في أحد الأحياء الشّعبية لنجعله مسجدا، والحمد لله، كلّ شيء تمّ على خير.
لكنّ الإشكال - فضيلة الشّيخ - أنّنا اشترينا البيت دون عدّاد الماء والكهرباء، وهو ما يعني أنّنا لا نسدّد الماء والكهرباء. فأشكل على كثير من النّاس ذلك، وقالوا: إنّنا نستعمل ماء حراما، وكهرباء حراما !
لكنّ المشكل - فضيلة الشّيخ - أنّنا نخاف أن نقلب الإسبان الغجر و غيرهم الذين يسكنون في نفس الحيّ، حيث إن معظمهم -إن لم نقل كلّهم- لا يملكون عدّادات، وإذا أعلمنا نحن السلطات المعنية قطعوا عنهم الماء والغاز.
فماذا نفعل ؟ وما حكم ما نستعمله من الماء والكهرباء ؟
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ الخطأ لا يجرّ من ورائه إلاّ خطأً مثله، أو أكبر منه.
كذلكم الشّأن في هذه القضيّة، فإنّ تهرّب هؤلاء الغجر من دفع فواتير الغاز والماء والكهرباء أدّى إلى التّضييق عليكم، ومنعكم من أن تسيروا وِفق أحكام الشّريعة والقانون.
وإنّ انعدام عدّاد الماء والكهرباء في مسجد الحيّ زيادة على أنّه غصب، فإنّه في حالة تفطّن السّلطات إلى ذلك، تُوجّه طعنة عميقة في سمعة المسلمين وروّاد المساجد هناك.
وأنصحكم أن ترفعوا الأمر إلى الجهة المسئولة هناك عن شؤون الجالية المسلمة، وهي الّتي تتولّى حلّ مثل هذه المشكلة.
أو تتوجّهوا بطرح هذه المسألة على أهل العلم هناك، والقائمين على الأنشطة العلميّة بالمراكز الإسلاميّة، فسيوجّهونكم التّوجيه الأصحّ والأسلم إن شاء الله تعالى.
***
نصّ الرّسالة 2:
فضيلة الشيخ، ما حكم استعمال الآلات الإعلامية في المسجد ( كاميرا بروجيكتور، وما شابهها في التعليم ) لأنّنا سمعنا من قال: إنّها تنقص من هيبة المسجد ؟
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
إنّما تُنقِص هذه الوسائل من هيبة المسجد إذا كانت تُستعمل في غرض تافه، كعرض ما لا حاجة إلى عرضه، كعرض الدّروس المرئيّة، أو أشرطة وقائقيّة ونحوها.
أمّا إذا كان فيها عرضٌ تعليميّ ضروريّ، كصفة صلاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو صفة حجّه صلّى الله عليه وسلّم، أو كيفيّة تغسيل الميّت، أو عرض أسئلة وأجوبة لمسابقات علميّة، فذاك لا يُنقص من هيبتها، بل يزيد بيانا لبُعد أنشطتها.
وإلاّ فقد كان الأحباش يتدرّبون على الحِراب في المسجد، وكانوا يأكلون في المسجد مراعِين في ذلك كلّه آداب وأحكام الإسلام.
الحاصل: أنّه لا بأس باستعمالها دون توسّع، بل يرجعون في ذلك إلى أهل العلم وطلبته، فهم يقدّرون المصلحة من المفسدة.
والله أعلم.
***
نصّ الرّسالة 3:
السّلام عليكم، فضيلة الشّيخ، ما حكم ( البورسة )، والتّعامل والتداول فيها ؟
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فإنّ في مسألة التّعامل مع أسواق البورسة تعارض فيها أصلان:
الأوّل: الأصل في البيوع هو الحلّ.
الثّاني: أغلب المعاملات التّجاريّة للبورسة قائمة على الحرام: إمّا رباً، أو تجارة في محرّم.
وإذا تعارض الأصل مع الغالب فإنّ الحكم للغالب.
لذلك نرى بعض أهل العلم حين أجازها وضع شرطين يُستَبعَد تحقّقهما:
الشّرط الأوّل: أن تكون الشّركة مالكة الأسهم شركةً إسلاميّة.
الشّرط الثّاني: أن تكون خاضعة لرقابة شرعيّة !
لذلك أنقل لك أخي السّائل قرارَ مجلس " المجمع الفقهيّ الإسلاميّ " لرابطة العالم الإسلامي في دورته الرّابعة عشرة، والّتي انعقدت بمكّة المكرّمة:
1- الأصل في المعاملات الحلّ والإباحة، وعليه فإنّ تأسيس شركة مساهمة ذات أغراض وأنشطة مباحة أمر جائز شرعاً.
2- لا خلاف في حرمة الإسهام في شركات غرضها الأساسيّ محرّم، كالتّعامل بالربا، أو تصنيع المحرّمات، أو المتاجرة فيها.
3- لا يجوز لمسلم شراء أسهم الشّركات والمصارف إذا كان في بعض معاملاتها ربا، وكان المشتري عالماً بذلك.
4- إذا اشترى شخص وهو لا يعلم أنّ الشركة تتعامل بالرّبا، ثمّ علم، فإنّ الواجب عليه الخروجُ منها.
والله أعلم.
***
نصّ الرّسالة 4:
فضيلة الشّيخ، ما حكم "الكباب" ؟ أو ما يسمى هنا بالشّاورما ؟ فأين تذهب هنا في أوربا تجدهم يضعون لافتة حلال، فهل يكفي ذلك ؟
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
أ‌) إذا كان المحلّ الّذي يبيع مثل هذه المأكولات صاحبها مسلم، والعاملون فيها من الباعَة مسلمون.
ب‌) ولم يكونوا متّهمين من قبل بالغشّ في اللّحوم.
فالأصل هو الإباحة، وبراءة الذمّة، ولا يُسأل عن الأصل.
والله أعلم.
***
نصّ الرسالة 5:
س 1 هل يعذر الكفار الذين لا يعرفون الإسلام، أو عرفوا إسلاما مشوّها كإسلام الأحمديّين أو الشّيعة ؟
س2 لماذا الله أجاز الزواج بالكتابية ولم يجزه بالمشركة، رغم أنّ الكتابية هي في حقيقة الأمر مشركة بالله؛ لأنّها تشرك بالله عيسى.
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
1- أمّا هل يعذر الكفّار الذين لا يعرفون الإسلام، أو عرفوا إسلاما مشوّها، فالأمر إلى الله تعالى.
وإنّه لا بدّ من معرفة أمر مهمّ: هو التّفريق بين أحكام الدّنيا والآخرة:
أ‌) أمّا الحكم الدّنيويّ: فإنّه يُحكم عليهم بالكفر، لتُجْرَى عليهم أحكام الكافر، كعدم تغسيله، وعدم الصّلاة عليه، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، والمنع من توريث قريبه المسلم منه، وغير ذلك من الأحكام.
ب‌) أمّا الحكم الأُخرويّ: فهو إلى الله تعالى، فنحكم على الكافرين عموما بالنّار خالدين مخلّدين فيها. ويوم القيامة يظهر من كان له عذرٌ ممّن لم يكن كذلك.
روى الإمام أحمد وغيره عن الأسود بن سريع رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلذم قال:
(( أرْبَعَةٌ يَحْتَجُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا [وفي رواية: رَجُلٌ أَكْمَهُ -وهو المولود أعمى-]، وَرَجُلٌ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرَمٌ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ.
فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ، وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا.
وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ.
وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ: رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا.
وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ: رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ.
فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ: ادْخُلُوا النَّارَ.
قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا )).
2- أمّا الحكمة من تحريم المشركة على المسلم، وإباحة الكتابيّة الّتي ظلّت على عقيدتها دون أن تعتقد اعتقاد المشركين (كتناسخ الأرواح، وإنكار البعث)، فذلك:
لأنّ الكتابيّة تؤمن بالرّسل عموما، وتؤمن باليوم الآخر، ولها كتاب سماويّ – وإن كان محرّفا – يحدّثها بتفاصيل قد تلتقي مع القرآن، كأخبار الرّسل، وأخبار السّاعة، فهي من هذه الحيثيّة أقرب على المسلمين من المشركة، الّتي تُكذّب بالرّسل، ولا تقرّ ببعث الأرواح يوم القيامة، ولا كتاب لها.
أمّا تسمية الكتابيّة مشركة، فهو من حيث اللّغة والواقع، لذلك قال تعالى:{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التّوبة: (31)].
ولكنّ العرف الشّرعيّ خصّ من ينتسب إلى عيسى وموسى عليهما السّلام بأنّهم من أهل الكتاب لا المشركين، لذلك قال تعالى:{ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}، وقال:{ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، وقال:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا}، وغير ذلك
والله أعلم
***
أمّا موعد دروس " شرح كتاب التوحيد "، فادْعُوا الله لنا التيسير، وإلى الله المشتكى.

المجموعة الخامسة
نصّ الرّسالة الأولى :
س 1: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فضيلة الشّيخ:
عندنا في آخر خطبة الجمعة وعندما يصل الإمام إلى الدعاء .. يقوم جميع المصلين بالجهر مع الإمام في نفس الوقت بما يشرع فيه من الصلاة الإبراهيميّة، وقوله في آخر الخطبة سبحان ربك رب العزّة عمّا يصفون...
كذلك كلّهم يرفع يديه في الدّعاء فما حكم ذلك ؟
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فقبل الإجابة عن هذا السّؤال فإنّه لا بدّ أن نتذكّر: أنّ الأمور الّتي قد يفعلها الأئمّة أحيانا من المواظبة على أفعال ما واظب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الأمور الاجتهادية، فإنّهم يُنصَحُون ممّن لهم مكانة وعُرِفوا بطلب العلم، حتّى يكون لكلامهم وزنٌ، ويؤخذَ بعين الاعتبار.
وهذا كلّ ما عليه أن يفعله المأموم: النّصح في ستر، متّصفا بالحكمة والحلم، أمّا غير ذلك، فإنّه ليس له يتّخذ منه موقفا، بأن يُخطِّئه على الملأ، أو يتّهمه بالجهل بالسنّة، ونحو ذلك ممّا تشهده مساجدنا.
فيُنصَح الإمام بألاّ يُواظب على الدّعاء كلّ خطبة جمعة، وقراءة أواخر " الصّافّات "؛ لأمرين اثنين:
أ‌) لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما واظب على ذلك.
ب‌) وحتّى لا يعتقِد النّاس مع الأيّام أنّ ذلك من تمام شعائر الخطبة، ثمّ يُنكِرون على من يترك الدّعاء آخرها.
أمّا متابعة الإمام للمأموم في الدّعاء بالتّأمين، ورفع الأيدي فجائز، بل مستحبّ، والفعل قد يكون خطأً في أصله، جائزا في بعض فروعه.
ومن الأمثلة على ذلك: الدّعاء باللّحن، فهو من الأخطاء الشّائعة، ومع ذلك فإنّ السّامع له يُتابعه.
والله أعلم.
س 2: لدينا مجموعة من الإخوان عند الخطبة، دورهم تنظيم المصلين وذلك بأمرهم بالتقدّم والتأخّر، ويقومون بتنظيم الأشخاص في الشّارع، وهكذا، فما حكم صلاتهم، مع العلم أنّنا في بلد أوربيّ، وهم يقومون بذلك من أجل التّنظيم.
نصّ الجواب:
أمّا تنظيم النّاس وقتَ خطبة الجمعة فلا بدّ من اتّباع ما يلي:
أ‌) أن تكون هناك فِعلاً ضرورة للتّنظيم.
ب‌) أن يقوم بذلك أقلّ عدد ممكن.
ت‌) أن يتناوب النّاس على ذلك، ففي كلّ جمعة تقوم بذلك جماعة غير الجماعة الأولى.
ث‌) يكتبون اللاّفتات الموجِّهة للنّاس.
ج‌) ألاّ يُشيروا ولا يتكلّموا إلاّ للضّرورة القُصوى.
وكلّ ذلك عملا بقوله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا}.
والله أعلم.
س3: ما حكم إلقاء الخطبة الثانية للجمعة بغير اللّغة العربية خاصّة، وأنّه يوجد معنا من لا يفهم العربية.
نصّ الجواب:
جمهور أهل العلم من أهل المذاهب الأربعة على بُطلان خطبة الجمعة بغير اللّغة العربيّة.
ولكنّ الصّواب هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وعليه كثير من أهل العلم في العصر الحاضر، أنّه يجوز إلقاؤها كلّها بلغة الحضور، ويُقرأ القرآن بالعربيّة، ثمّ يُترجم ترجمة تفسيريّة.
وذلك، لأنّ الغاية من الخطبة هو البيان والتّعليم، والله تعالى قال:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}.
***
نصّ الرّسالة الثّانية:
س 1: فضيلة الشيخ أنا كثير الحلف، ولديّ العديد من الكفّارات، ولا أعلم عددها، فما عليّ فعلُه ؟
نصّ الجواب:
فلا بدّ من أن تزَكّي نفسك، وذلك بأن تهجر أصل الحلف، حتّى لا تقع في كثيره، والله تعالى قد قال:{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}.
وقال عزّ وجلّ:{وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ} [القلم: 10]، والحلاّف: هو كثير الحلف في الحقّ والباطل، وفيه زجر عن الإكثار من الحلف.
ولقد كانت العرب قديما يمدحون الإنسان بالإقلال من الحلف، كما قال كثير:
( قليـلُ الأَلاَيـا حافـظٌ ليميـنِـه *** وإن سبـقـت منـه الأليّـة بُـرّتِ )
والألايا جمع أليّة، وهي الحلف.
والحكمة من الأمر بتقليل الأيمان: أنّ من حلف في كلّ قليل وكثير بالله انطلق لسانه بذلك، ولا يبقى لهيبة اليمين في قلبه وَقْع، فلا يُؤْمَن إقدامه على اليمين الكاذبة.
وتزداد الكراهة إذا كانت الأيمان في البيوع.
أمّا وأنت تجهل عدد الأيمان الّتي حنثت فيها ولم تُكفّر عنها، فالعِبرة بأن تأخذ بما غلب على ظنّك، ولم تُكلّف بالتيقّن من ذلك.
فإن غلب على ظنّك أنّها عشرة أيمان، فتخرج كفّارة عشرة، وذلك بأن تطعم عن كلّ يمين عشرة مساكين، أو تَكسُوَهم، فإن لم تجد، فتصوم عن كلّ يمين ثلاثة أيّام، والله أعلم.
س 2: ذكر لي أحدهم أنّه يجوز في الإسلام التمتّع بالجواري، أي بالنّكاح، وإن كانوا مئاتٍ، فما حكم ذلك.
نصّ الجواب:
لا يحِلّ للمسلم أن يستمتع بالنّساء إلاّ من بابين:
الباب الأوّل: هو باب النّكاح ( أي: الزّواج )، ولا يحلّ له ان يتعدّى العدد المحدّد، وهو أربعة.
الباب الثّاني: هو باب ملك اليمين ( أي: أن يشترِي جاريةً، أو يمتلكها في العزو فب سبيل الله تعالى ). وهذا ليس له عدد محدّد.
قال تعالى:{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النّساء:3].
ولكنّ الباب الثّاني لا يُشرع إلاّ إذا قام الجهاد، لأنّ الإسلام حرّم استرقاق العِباد إلاّ إذا رفضوا أن يكونوا عبادا لربّ العباد، فجزاءهم من جنس عملهم، فمن أبى العبوديّة لله، كان عبدا لعباد الله.
***
نصّ الرّسالة الثّالثة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشّيخ، مشكلتنا أنّه تمّ منذ أشهر عزلُ إمامنا من مسجدنا، وقد كان هذا الشّيخ نعم المربّي، وكان عزلُه جوراً وظلماً، فهو من دعاة الحقّ، وهم قبوريّون وأصحاب بدعة - أعني الوزارة -.
فقرّرنا أن نخرج في مظاهرات احتجاجيّة إلى مقرّ الوزارة للاحتجاج، وطلب عودة شيخنا، خاصّة وأنّه ترك فراغا رهيبا.
وقال بعضهم: الأحسن أن نقوم بجمع التوقيعات وتقديمها إلى الجهات الرّسمية، فما هو الحلّ بارك الله فيكم.
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فالّذي أدِين الله به هو ترك مثل هذه المظاهرات، لأنّها ليست من هديِ المسلمين، وإنّما شعار أهل الإسلام، قول المصطفى عليه الصّلاة والسّلام: (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا )) قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: (( أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ )).
فحقّهم: الطّاعة في المعروف، وحقّنا: ما أخذوه منّا ظلما وبغيا.
وما اقترحه الإخوة من جمع التّوقيعات أحسن وأقوم، وأكثر اتّباعا للشّرع.
ومع ذلك، فإنّي أنصحكم بالرّجوع إلى هذا الإمام الموقوف، فلعلّه يدلّكم على ما هو أفضل.
والله تعالى أعلم.
***
نصّ الرّسالة الرّابعة:
شيخنا، أنا جدّ مهتمّ بتربية أولادي، والله يعلم الهمّ الّذي أنا فيه، فما هي الطّريقة إلى ذلك.
أرشدونا بارك الله فيكم. مع العلم أنّهم في سنواتهم الأولى فقط.
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فإذا كانوا في السّنوات الأولى فهي السّنوات المناسبة للتّربية والتّزكية، وهي أخطر المراحل؛ لأنّ الولد يكون بمثابة المسجِّل، لا يردّد إلاّ ما وُضِع فيه.
وأنصحُك:
- أوّلا: بالإكثار من الدّعاء: لا أقول في كلّ صلاة، ولا في كلّ ركعة، ولكن في كلّ سجدة من سجداتك. فلا أنفع من الدّعاء.
- ثانيا: ثمّ أدلّك على كلّ ما يمكنني نصحُك به، وتجده في:
أ‌) سلسلة من الخطب في تربية الأولاد، وهي 8 خطب، تجدها على الموقع " نبراس الحقّ ".
ب‌) أو دروس مفصّلة ضمن دروسي في شرح كتاب النّكاح، من " صحيح التّرغيب والتّرهيب ".
والله الموفّق لا ربّ سواه.
***
نصّ الرّسالة السّادسة:
س1- شيخنا نحبكم في الله ... أريد أن أتقِن الإملاء، فكيف السّبيل إلى ذلك.
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد: وأحبّكم الله الّذي أحببتمونا فيه.
فعليك بكتاب " الواضح في الإملاء " لمحمّد زرقان الفرخ.
أو كتاب " قواعد الإملاء " للعلاّمة عبد السذلام هارون رحمه الله.
وإن استطعت أن تدرس أحد هذين الكتابين على شيخ فهو أفضل.
س 2: كيف يمكنني التّفريق بين همزة الوصل والقطع، ومواضع كتابتها في الكلمات ؟
همزة القطع أصليّة في الكلمة، تُكتب همزة (أ) ويُنطَق بها ولا تسقط بحال، لا في ابتداء الكلام ولا وفي وسطه.
نحو: أَكرَمَ - إنسان - أَو – إبريق - إلاّ
أمّا همزة الوصل: فهي همزة زائدة يُؤتَى بها للتوصّل إلى النّطق بالسّاكن.
فتُكتب ألفا (ا) ولا تكتبها (أ)، وهي يُنطق بها في ابتداء الكلام، وتسقط في وسطه.
نحو: اِمْرأة – الْكتاب – اِسْتخرج [تنطق بالهمزة لأنّها في بدء الكلام].
فتأمّل أنّ ما بعدها ساكنٌ، ولا يمكن البدء بالسّاكن، فنأتي بالهمزة لتُوصِلنا إلى النّطق به، فسُمّيت همزة وصل.
ولكنّك لو أتيت بها في وسط الكلام، فإنّك تكتبها ولا تنطق بها:
نحو: هذا الكتاب – واسْتخرج – وروى ابن عمر ... الخ
أمّا مواضعها، فتجدها في أيّ كتاب من كتب الإملاء.
س 3: أخيرا سمعنا انكم ستعودون قريبا إلى التدريس، فهل هذا صحيح ؟ وهل لكم دروس هذه الأيّام ؟ وما هو برنامجكم في رمضان.
نصّ الجواب:
نأمَل ذلك، ونحن في انتظار ما تُسفِر عنه بعض المساعي.
أمّا هذه الأيّام، فليس لي دروس إلاّ بالبيت.
***
الرّسالة السّابعة:
س 1: فضيلة الشيخ، عزمت على طلب العلم في سوريا، فما نصيحتكم ؟ وبما تنصحونني من المشايخ هناك ؟
وكيف هو العيش في سوريا ؟ خاصة وأنّه لديكم تجربة هناك.
نصّ الجواب:
فلعلّ هذا السّؤال قديم جدّا .. وإلاّ فإنّ ما يحدُث هذه الأيّام في سورية – كفّ الله عنها البلاء وقاها الله من كلّ سوء – كفيل بأن يكون خير جواب عن سؤالك.
ثمّ إنّه لو كان الوضع هناك آمنا، فاعلم أنّي قد غادرت سورية منذ ما يزيد على 11 سنة، فلا شكّ أنّ نصائحي لن تكون مُجدية، لأنّي أحتاج إلى تحديث بما تحوّلت إليه سورية.
وأنا لا أنصح أحدا بالذّهاب هناك إلاّ إذا التحق بالمعاهد أو الجامعات، أمّا غير ذلك، فهو من إضاعة الأوقات. والله أعلم.
س2: عزمت عليكم فضيلة الشيخ أن تذكر لنا بعض ذكرياتكم في سوريا أثناء طلبكم للعلم بارك الله فيكم.
نصّ الجواب:
فليست القضيّة أنّي أرفض الجواب عن هذا السّؤال، ولكنّ المقام غير مناسب للمقال، ولعلّ الله ييسّر لنا اللّقاء، فأحدّثك عن ذلك. بورك فيك.
س 3: أخيرا هل لديكم طريقة منهجية لحفظ القرآن فضيلة الشيخ ؟
نصّ الجواب:
فلست من أهل الاختصاص بتعليم القرآن، ولكن أنصحك:
أ‌) بـ" القواعد الذّهبيّة لحفظ القرآن الكريم " للشّيخ عبد الرّحمن عبد الخالق، فقد انتفعت بها وغيري كثيرا. وهي عبارة عن صفحات يسيرة، ولكنّها مباركة. تجدها في الشّبكة العنكبوتيّة بيسر وسهولة.
ب‌) أن تسأل معلّم قرآن مُتقِنٍ.
والله الموفّق لا ربّ سواه.


المجموعة الرابعة

· الرّسالة الاولى
أحبّكم في الله ... كنت قبل حوالي 5 سنوات من شراء بيت مرفوق بمرئاب كبير عن طريق البنك - علما أنني مقيم في بلد أوروبي- وحينها وهبت هذا المرئاب إلى مسلمي الحيّ الّذي أسكن فيه فقاموا بتحويله إلى مسجد. وقبل عامين اشترى أحدهم نقدا مكانا في نفس الحي وجعلوه مسجد وهو أوسع من الأول وأحسن، فأصبح جُلّ الناس يصلون في ذلك المسجد. وأقيمت فيه الجُمَع والمناسبات، وأصيح يصلي في المسجد القديم بضع أناس.
ولا أخفي عليك تأتيني بعض المرات فكرة تغيير المسجد إلى مكان تجارة مثلا، خاصة عندما سمعت من قال: إن الصلاة في هذا المسجد حرام ! وأنا أخاف أن أكون قد وقعت في النهي عن الرجوع في أعطيتِه.
س1 - ما حكم هبتي تلك ؟ وهل لي فيها أجر ؟ وأنت تعلم فضيلة الشيخ أنّ الشراء كان عن طريق البنك.
س2 - ما حكم تحويلي للمصلى إلى مكان للتّجارة ؟
س3- ذكر لي احدهم أنّه اطّلع على فتوى لابن عثيمين ذكر فيها أن المكان الذي يكترى للصلاة فيه لا يسمى مسجدا، وبالتالي لا تلزم المصلين أحكام المساجد فيه، كتحية المسجد مثلا، وبارك الله فيكم.
· نصّ الجواب عن الرّسالة الأولى:
الحمد لله، وبعد:
- فنسأل الله تعالى قبل الجواب عن أسئلتك - إذا كان البنك قد أخذ فوائد على قرضك منه - أن تكون قد أدركت وجوبَ توبتك من التّعامل بمثل هذه المعاملة، وهو العزم على عدم الرّجوع إلى ذلك أبدا. لأنّ الله عزّ وجلّ حرّم الرّبا من جهتين: الآكِل ( كالبنك مثلا )، والمؤكِل ( وهو العميل ).
- ثمّ اعلم أنّ في معاملتك لا يُعتبر البيت محرّما بعِيْنِه، لأنّك لم تشتره من مال ربويّ، وإنّما الّذي يأكل الرّبا في حالتك هو البنك. لذلك يتعلّق الإثم والتّحريم بك لا بالبيت. وهو ما يعبّر عنه الفقهاء بقولهم: حلال بالأصل، محرّم بالوصف.
- وعليه، فإنّك إذا تخلّصت من تسديد أقساط القرض - مع التّوبة دائما عمّا سلف -، تكون قد خلّصت منزلك وما يتبعه من الحرام. وتكون توابعه (المرأب أو نحوُه) حلالا كذلك.
- وعليه أيضا، تكون بهبتك مأجوارا إن شاء الله.
- ثمّ إنّه لا يحلّ لك الرّجوع في هبتك، لحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ )) [متّفق عليه].
- ثمّ ننظر:
أ) إذا نوى أهل الحيّ وَقْفَ المرأب في سبيل الله تعالى، فهو من الوقف لا يجوز التصرّف فيه بحال.
ب) أمّا إذا لم ينوُوا ذلك، فالأمر إليهم: فإذا تنازلوا من تلقاء أنفسِهم عن تلك الهبة، فهنا رجع إليك المرأب، وتحوّله إلى ما شئت، وإلاّ فلا.
- وأخيرا: فإنّ فتوى الشّيخ ابن عثيمين لا تختلف عن فتاوى الفقهاء قبله وبعده، وهو أنّ هناك فرقا بين المُصلّى، والمسجد، ولكن لا يفرّق بينهما بما جاء ذكره في السّؤال وهو قولك: المكان الذي يكترى للصلاة !
إنّما المُصلّى هو الّذي ليس له إمامٌ راتب، ولا تُقام فيه الجُمع، فهذا يختلف عن المسجد في بعض أحكامه: كمسألة تحيّة المسجد، وجواز تعدّد الجماعات فيه. ولكن تبقَى له حرمة المسجد: كتحريم البيع والشّراء فيه، وتحريم نُشدان وإنشاد الضالّة، وغير ذلك. والله أعلم.
***
· نصّ الرّسالة 2:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيكم ..
ما حكْم الاستمناء عند الضّرورة ؟ بارك الله فيكم، وهل الحكم نفسُه للجنسين ؟
وماذا أفعل شيخنا ؟ فأنا أخاف أن أقع في الزّنا، بارك الله فيكم
· نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فالاستمناء محرّم، وإنّ علماء السّلف ما اختلفوا في ذلك.
ثمّ إنّهم لو أنّهم اختلفوا فالعبرة حينئذ بالنصّ والحجّة، ويكفي للدّلالة على تحريم الاستمناء قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)} [المؤمنون]. والخطاب عامّ للرّجال والنّساء على السّواء.
فمن صرف شهوته في غير النّكاح، أو ملك اليمين - وهو وطء الإماء - فهو من العادِين، أي: المتجاوزين حدود الله.
ثمّ إنّه لو لم يرد هذا النصّ، فاعلم أنّ القاعدة المقرّرة في ديننا قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ ))، فانظر - رعاك الله - إلى آثار الاستمناء الّتي أثبتتها الدّراسات الحديثة:
1- العجز الجنسي ( كسرعة القذف، وضعف الانتصاب، وفقدان الشهوة ). وكم منهم من بات في حياته الزّوجية غير سعيد ! وكم مرّةً تراه يتردّد على العيادات التخصّصية ؟
2- الإنهاك والآلام والضعف.
3- الشّتات الذّهني وضعف الذّاكرة.
4- استمرار ممارستها حتّى بعد الزّواج. خلافا لما يظنّه الكثير من ممارسي العادة السريّة من الجنسين.
5- الشّعور بالنّدم والحسرة. وهو أثرٌ نفسيّ يُضعِف الإيمان.
6- تعطيل القدرات: فيتولّد لديه الرّغبة الدّائمة في النّوم، أو النّوم غير المنتظم، وضياع معظم الوقت.
فهل مع كلّ هذه الأضرار تكون الشّهوة العابرة ضرورة ؟!
- ثمّ ما معنى قولك: ما حكْم الاستمناء عند الضّرورة ؟
فإذا كنت تقصِد أنّه لم يبْق بينك وبين الزّنا إلاّ بضعة أشبار، ولا يدفعه عنك إلاّ الاستمناء، فلا شكّ أنّه أخفّ من الزّنا، وجاز لدفع الكبيرة.
أمّا إذا كان قصدُك تلك الشّهوة العابرة الّتي لو صبرت عليها دقائق معدودات لولّت واضمحلّت، فهي أصلا ليست بضرورة.
- أمّا سؤالك عن المخرج من ذلك كلّه:
فالجواب: إنّ عليك أمرين اثنين:
أوّلا: الدّعاء والتضرّع إلى ربّ الأرض والسّماء:
من ذلك ما رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ في دعائه: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية: وَالْعِفَّةَ )).
وما رواه أبو داود عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي فَقَالَ: (( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي-يَعْنِي فَرْجَهُ )).
فاسأله سبحانه أن يرزقك مراقبته: فتربّي نفسك تربية إيمانية، أن تقوّي صلتك بالله ربّ العالمين، أن تعلم أنّ الله تعالى يراك في السرّ وفي العلن، يقول تعالى:{وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}، ويقول تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}.
فالدّعاء أعظم حِصنٍ:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
ثانيا: اتّخاذ الأسباب الرّوحيّة والمادّية: وهي
1- الإكثار من صلاة التطوّع بعد المحافظة على الفريضة، فقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
وقال:{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر}.
2- تجنّب المثيرات الجنسية: فلا ينبغي للإنسان أن يوقع نفسه في أوساط المثيرات الجنسية، فلا بدّ من غضّ البصر - وخاصّة في التّلفاز والنّت -، والابتعاد عن مواطن كثرة النّساء، واختلاط الرّجال بهنّ كالأسواق مثلاً، ومواطن اللّهو الّتي فيها الاختلاط.
وتجنّب أيضا كثرة الأكل وخاصّة المأكولات المثيرة للشّهوة كالفستق واللّوز والجوز والحلويَات، فإنّ ذلك من أعظم ما يفسِد مزاج الشّاب.
3- الصّحبة الصّالحة:
فإن الصحبة الصالحة تعينه على أن يحفظ بصره وعلى أن يحفظ فرجه، يذكّرونه إذا نسي، ويعينونه إذا ذكر.
4- الزّواج .. فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
فالزّواج يعدّ عاصمة للقلب المفتون، فنسأل الله أن يُيَسِّره لشباب المسلمين، آمين.
5- الصّيام: فعليك به ..
فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
والله الموفّق لا ربّ سواه.
***
نصّ الرّسالة 3:
نريد منكم فضيلة الشيخ أن تأصل لنا مسألة العذر بالجهل في مسائل العقيدة والفقه بارك الله فيكم
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فأدلّة العذر بالجهل كثيرة، ويُقرّ بها جميع المسلمين، إنّما على من فرّق في هذا الباب بين العقائد والأحكام أن يأتِي بالدّليل.
وأنصحك بأن تقرأ مقالات الشّيخ الفاضل محمّد حاج عيسى بعنوان:" شبهات الغلاة في التكفير حول العذر بالجهل "، على موقعه المبارك " في طريق الإصلاح "، فقد أجاد وفّقه الله في هذه المسألة
***
نصّ الرّسالة 4:

1- فضيلة الشّيخ .. يعجبني أحد الشّباب، ولا أخفي عليك أنّني أحبّه، وهو رجل صالح ملتزم. فكيف أفعل لألفت انتباهَه، ويأتي لخِطبتي، فأنا في حيرة من أمري.
2- وما نصيحتكم للأخوات، خاصّة من هنّ أو قد فاتهم قطار الزّواج، هل من حلّ ؟
3- أخيرا ما ضابط خروج المرأة للعمل وشكرا.
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
1- فإنّ حبّ الرّجل للمرأة، أو حبّ المرأة للرّجل أمرٌ لا يستأذن القلب، ولكنّ الشّريعة قوّمت هذا الشّعور وضبطته؛ حتّى لا يكون بابا للفاحشة واستباحة لما حرّمه الله عزّ وجلّ.
ولا يُعرفُ مرضٌ يصيب القلوب بعد الشّرك بالله علاّم الغيوب مثل الوقوع في الحبّ والعشق؛ لذلك ينبغي للمسلم والمسلمة:
أ) كتم هذه المشاعر وعدم البوح بها: لأنّها مفسدة من أعظم المفاسد، وتهدم صروح العفّة والطّهارة.
وقد قرّر علماء النّفس أنّ الإخبار بالشّيء يزيد من ثباته في النّفس، ومن أجل ذلك أمرنا الشّرع بأن نجعل لساننا يلهج بذكر الله عزّ وجلّ، لأنّ الذّكر على اللّسان يثبّته في الجَنان.
وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا، أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ )) [متّفق عليه].
ب) الصّبر ومجاهدة النّفس:
وهذا من أعلى مقامات العبادة، لهذا جاء في " المسند " وغيره عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )) أي: ميلٌ.
- ثمّ إنْ كنت ترغبين في لفت الانتباه إليه مع المحافظة على عزّتك، فذلك يحتاج إلى دراسة حالة الشّخص:
أ) فإن كان غير قادِرٍ على الزّواج، فلفت انتباهه إليك فيه مضرّة وفتنة له !
ب) وإن كان راغبا في الزّواج قادرا عليه، يبحث عن الفتاة الصّالحة، فهنا لا بدّ من الوصول إلى معارفه، فإذا كنت تعرفِين زوجات أصدقائه، فيمكن أن يدلّه عليك أحد أصدقائه، والله أعلم.
2- أمّا نصيحتي إلى الأخوات وخاصّة من فاتهنّ قطار الزّواج فلا أجد إلاّ أن أنصحهنّ:
أ‌) بالإكثار من الدّعاء.
ب‌) والرِّضا بما قدّر الله تعالى.
لأنّ النّصيحة إنّما تُوجّه إلى أوليائهنّ، بأن يخطِبوا لبناتهم، ويُعِينوا الخاطب على الزّواج، فليس في ذلك أدنى عيبٍ أو ريب، إنّما الرِّيبة في الافتتان عن الدّين، وطاعة ربّ العالمين.
3- أمّا ضابط عمل المرأة:
فإذا كانت المرأة تخرج إلى العمل وقد راعت شرط الخروج وشرط العمل فلا بأس بذلك، ولا حرج.
وشرط الخروج:
- أن تكون متستّرةً كما أمر الله تعالى.
- وأن لا تخضع بالقول.
- وأن لا تخرج متعطّرة.
- وأن تَأمَن الفتنة فلا يتعرّض لها بالأذى.
- وألاّ تختلط بالرّجال.
فهذه شروط مطلوبة ولو خرجت إلى المسجد، لا علاقة لها بعملها.
وشرط العمل:
أ) أن يكون عملها مع بنات جنسها من أخواتها المسلمات. خاصّة إذا كان في ميدان المرأة، فتلك حازت قصب السّبق، كطبيبة، أو معلّمة، أو خيّاطة، ونحو ذلك.
لأنّ من المُضْحِكات المبكِيات أن يُزجّ بالمرأة في ميادين العمل الخاصّة بالرّجال، كالإدارة، ومؤسّسات الغاز والكهرباء ! والبريد ! ونحو ذلك، فهذا زيادة على أنّه ليس من مجالات المرأة، فإنّه يُعدّ السّبب الرّئيس في تفاقم ظاهرة البِطالة لدى الرّجال.
ب)وألاّ تفرّط في شيء من مسؤوليّاتها كتفرّغها لزوجها وأولادها.
فوفّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.
***
نصّ الرّسالة 5:
السلام عليكم
يا شيخ، من قال كلمة كفر، كيف يفعل ؟ هل يعيد الغسل وينطق بالشّهادتين ؟
قال لي صديقي في بعض كلامه العبارة التي يقولونها ربّي ايمد اللحم للي ما عندوش السنان ! فما عليه أن يفعله الآن ؟
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
فمن نطق بكلمة الكُفر – من غير عذرٍ كإكراه، أو جهل بما يقول - فعليه أن يُجدّد إسلامه، وذلك بالنّطق بالشّهادتين، والاستغفار، والتّوبة النّصوح.
أمّا الغسل، فهو واجب عند فريق من أهل العلم، فالأحوط أن يغتسل خروجا من خلاف أهل العلم، وتعظيما لجناب الله.
وهذا الحكم إنّما يشمل الكلمات الّتي لا يختلف النّاس في كونها كفرا، أمّا ما لا يُعلَم إلاّ بالنّظر والاستدلال، فإنّه يعلّم الجاهل بذلك، ولا تنطبق عليه أحكام المرتدّ.
من ذلك: الكلمة الّتي جاء ذكرها في السّؤال، فهي كفرٌ لمن اعتقد نفيَ حكمة الله تعالى.
أمّا من قالها وهو يجهل مدلولها كحال أكثر النّاس اليوم، فإنّه يُكتَفَى بنُصحه وتعليمه.
والله أعلم.
***
نصّ الرّسالة 6 والأخيرة:
السّلام عليكم .. أحبّكم في الله ..
1- يا شيخ، أنا أحبّ العلم جدّا، وأريد أن أكون عالما: أعلّم النّاس، وأدعو إلى الله ... لكنّني متزوّج، ولديّ أطفال، وطلب الرّزق لهم يشغلنا. فما أفعل . وهل من برنامج أسير عليه ؟ لأنّني أعلم من نفسي وأشعر أنّني خُلِقت لأن أكون طالب علم وداعية.
2- سؤال آخر: هنا في بلدنا، يقومون ببعض الأمور الغريبة في ملبيهم وتصرّفاتهم ! سؤالي ما ضابط العرف الّذي يُقرّه الشّرع ؟ نحبكم في الله.
نصّ الجواب:
الحمد لله، وبعد:
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، وأحبّكم الله الّذي أحببتمونا فيه.
1- فشكر الله تعالى لك علوّ الهمّة، فجميل أن يُحدّث المرء نفسه بضرورة أن يكون عالما معلّما، فوفّقك الله لكلّ خير. فأخلِص النيّة، وأصيح الطويّة، يُبلّغُك الله منازل العلماء والدّعاة وإن لم تبلُغه بعملك.
أمّا ما ذكرته من عذر طلب الرّزق، فهذا لا يُعدُّ مانعا، لأنّ طلب العلم بحَسَب الشّخص:
أ‌) فإن كان متفرّغا، فإنّه يُطالب بمجهود كبير.
ب‌) أمّا إن كان عاملا، فعليه:
1- حضور مجالس العلم حيث كانت، فإنّ مثل هذه الدّروس تثبّت المرء على دينه، وتزيد من يقينه.
2- وضع برنامج يليق بحاله:
أ) فيطلب كلّ فنّ على حِدة، ولا يرضى بمزاحمة فنّ آخر له. حتّى إذا أتمّه انتقل إلى فنّ آخر، وهكذا.
ب) وعليه الاعتماد على الأقراص، فالمشايخ لم يتركوا مادّة إلاّ وشرحوها، وقرّبوها، ومن أبرزها دروس الشّيخ ابن عثيمين، والشّيخ الحازمي.
ج) وعليه أن يُسجّل الإشكالات والمسائل المبهمة في كرّاسة خاصّة، فيتّصل بين الفينة والأخرى بمن يعرفهم من المشايخ والطّلبة النّجباء، يزيلون عنه الإشكال.
د) فليبدأ:
- في العقيدة بـ:" شرح كتاب التّوحيد " في توحيد الألوهيّة.
و" شرح الواسطيّة " في الأسماء والصّفات.
- في علوم القرآن بـ: كتاب " مباحث في علوم القرآن " للشّيخ منّاع القطّان رحمه الله.
- في النّحو بـ:" الدّروس النّحويّة " لحفني ناصف وجماعته.، أو " النّحو الواضح " لمصطفى أمين وعليّ الجارم.
- وفي البلاغة بـ: البلاغة الواضحة لمصطفى أمين وعليّ الجارم.
- وفي الحديث: شرح البقونيّة، ثمّ شرح نخبة الفِكر.
- وفي التّفسير: زبدة التّفسير للأشقر.
- وفي الفقه: " الوجيز في فقه السنّة والكتاب العزيز ".
والله الموفّق.
2- أمّا ضابط العرف الصّحيح، فقد جاء ذكره في سؤالك، وهو ما يقرّه الشّرع، أي: ما لا يخالف الشّرع.
وإليك هذا الرّابط:
http://www.nebrasselhaq.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=831
والله أعلم وأعزّ وأكرم


المجموعة الثانية

الرسالة الأولى:


س/ شيخنا هنا في مسجدنا قامت الجمعية بسن عادة في المسجد كل يوم خميس ذلك لتأليف القلوب ودعوة الناس إلى المساجد للصلاة ...حيث أن جمعية المسجد ألزمت على نفسها كل عشاء بعد يوم خميس تقام دعوة للاكل وقبلها يقام درس وما أشبهه فما حكم \لك علما اننا في بلاد الغربية.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسذلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فهذا من قسم العادات المباحة، وليست عبادة حتّى يُقال: إنّ التّخصيص هنا بدعة.

اللهمّ إلاّ إذا خصُّوا الخميس تعظيما لليلة الجمعة، فحينها يقال ببدعيّة ذلك، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن تخصيص ليلة الجمعة بشيء من العبادات.

فإذا سلِم الأمر من ذلك، فهو عمل مبارك إن شاء الله، تجتمع حينها القلوب، على رضا علاّم الغيوب.

***

الرسالة الثانية:

س1 / هل يمكن لي فضيلة الشيخ الزواج بدون إخبار زوجتي بارك الله فيكم.

س2 / وما حكم زواج المسيار

نصّ الجواب:

الحمد لله، وبعد:

فلا يحِلّ الزّواج سرّا، بل لا بدّ من الإشهار به، وذلك:

1-لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( فرق ما بين النّكاح والسّفاح – أي: الزّنا – الضّرب بالدفّ )).

2-والزّواج دون علمها يقتضِي أنّه يتمّ دون رِضاها، وصحيح أنّ رضاها لا يُشترط شرعا، ولكنّه يشترط لتوثيق العقد إداريّا، ومن المقرّر أنّه لا بدّ من توثيق العقود.

3-أنّ السرّية تُوقِع الرّجل في الشّبهات، فيظنّ الجاهل بحاله وأمره به سوءا ! والمسلم مأمور بأن يستبرئ لدينه وعرضه.

4-وإنّ الزّواج دون إعلام المرأة ظلمٌ لها، ولأهلها، وللزّوجة الثّانية.

أمّا كونه ظلما للمرأة ولأهلها فواضح، لأنّ ذلك يشبه الاستهانة بهم.

أمّا كونه ظلما للمرأة الثّانية، فإنّ الزّواج دون علم المرأة الأولى يلزم منه ألاّ تعدِل بينهما في المبيت، وغير ذلك.

5-ولأنّ ذلك يؤدّي في النّهاية إلى ما يسمّى زورا بزواج المسيار ! وهو ليس زواجا، لأنّه قائم على مجرّد المتعة، والله تعالى جعل الزّواج مودّة ورحمة.

وفتاوى أهل العلم كثيرة في بيان مفاسد هذا الزّواج، فارجع إليها.

وأنصحك أخي الكريم بأن تكون حياتك مبنيّة على الوضوح، فإن أَبَت الزّوجة الأولى التعدّد، فقد جعل الله لك مخرجا، وهو الطّلاق.

فإن رأيت أنّ الطّلاق في حقّك مفسدة، فاصبِر على واحدة، واسأل الله أن يُغنِيك بحلاله عن حرامه.

والإثم ما حاك في صدرك، وكرِهت أن يطّلع عليه النّاس.

والله أعلم.

***

الرسالة الثالثة:

س1 / شيخنا هنا عندنا في المغرب يقولون انه من غاب عن زوجته أكثر من 4 أشهر يجب عليه أن يعيد الفاتحة لكي يجامع زوجته فما حكم ذلك.

نصّ الجواب:

الحمد لله، وبعدُ:

إنّ الأئمّة المالكيّة يعُدّون الرّجل الّذي لا يفارق زوجته دون رضاها أكثر من 4 اشهر مولِياً، أي: قام بالإبلاء. قال تعالى:{ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)} [البقرة].

ولكنّهم لا يقولون بوجوب تجديد العقد، ولكنّهم يُلزِمونه بالرّجوع أو الفُرقة إذا طلبت المرأة ذلك.

فتجديد العقد إنّما يجب إذا حكم القاضي بتطليق المرأة، لا بمجرّك الفُرقة.

والله أعلم.

س2 / هل لديكم دروس في الفقه أقصد شرح كتاب فقهيّ.

نصّ الجواب:

للأسف، ليس هناك دروس مسجّلة، إلاّ مقتطفات من شرح كتاب الوجيز، والله أعلم إذا كانت لا تزال بأيدي أصحابها.

وإن شاء الله فإنّي عازمٌ على شرح " الدّرر البهيّة " للإمام الشّوكاني رحمه الله، وتسجّل عن شاء الله فأبشِر.

وأحبّكم الله الّذي أحببتمونا فيه.

***

الرسالة الرابعة:

س1 / شيخنا لدي أبناء وانا بدون عمل ومستقبل والافق لدي مسدود فماذا أفعل

نصّ الجواب:

الحمد لله، وبعد:

فأنصحك بأن تتّخذ أسباب الرّزق الحسن، ففي صحيح البخاري عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ )).

ومن تحرّى الخير وجده بإذن الله:

فإن كنت شابا، فعليك بالبكور، وابحث عن عمل في الورشات، أو حمّالا، أو غير ذلك ممّا أباحه الله.

وإن كنت قد تقدّمت بك السنّ، فلا تقْوَى على ذلك، فعليك بالتّجارة اليسيرة، كما يفعل الكثيرون.

فأنا أعرف طلبة علم قد تخرّجوا في الجامعة باعوا على الأرصِفة ما يسّر الله لهم، حتّى بارك الله في جهدهم، ويسّر لهم أبوابا من الرّزق. فإنّ الله يحبّ العبد الّذي يتوكّل عليه بشرط أن يتّخذ ما استطاع إليه سبيلا من الأسباب المباحة.

وأكْثِر من سؤال الله الواحد الأحد التّوفيق، وهو القائل:{إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ}.

***

الرسالة الخامسة:

شيخنا ماهو ضابط الضرورة ؟

نصّ الجواب:

الضّرورة مأخوذة من الضّرر، والمقصود بها اصطلاحا: كلّ ما يرجع بالضّرر على أحد المقاصد الشّرعيّة: الدّين، والنّفس، والعقل، والعرض، والمال.

والله أعلم.

أمّا الأسئلة الأخيرة:

أريد أن اطلب العلم لكن لا أعرف بماذا أبدأ وما ذا أقرأ ولمن أقرأ

أريد أن يعود لي حلاوة الايمان التي كنت أجدها في بداية الإلتزام

مانصيحتكم لمن هو جديد عهدا بالإلتزام ؟

فالإجابة عن هذه تحتاج إلى محاضرات، لا إلى أسْطُرٍ معدودات.

فأنصح السّائل عن كيفيّة طلب العلم أن يستمع إلى محاضرات الشّيخ المنجّد، والشّيخ صالح آل الشّيخ حفظهما الله تعالى.

والسّائل عن حلاوة الإيمان أنصحه بـ:

1)أن يستمع إلى الدّروس والمحاضرات.

2)وأن يجتنب أمرين:

1-الخلطة السيّئة.

2-التّلفاز.

والله أعلم

المجموعة الثانية من الرسائل

الرسالة التالية
نصّ السّؤال الأوّل: ما حكم عمل زوجتي معي في التجارة ؟ خاصة وأنّني رأيت أن من علامات القيامة خروج المرأة للسّوق.



نصّ الجواب:


فأوّلا: ليس كلّ ما ورد من علامات السّاعة محرّم فعلُه، فإنّ من علامات السّاعة ظهور القلم، أي: كثرة التأليف والطّباعة، وذاك حلال، وإنّما المَعِيب هو أن يكون العلم مبثوثا في الكتب لا وجود له في أرض الواقع.


فالمقصود من كون ( فشوّ التّجارة حتّى تُعين المرأة زوجها عليها ) هو ركون أكثر النّاس إلى الدّنيا وحبّ المال، حتّى تُعين المرأة زوجها على جمعه ولو على حساب الواجبات الشّرعيّة.


ثانيا: مشاركة المرأة لزوجها في التّجارة إن كانت في محلّ أو مكان يردُه الرّجال، حتّى تُضطرّ إلى تكليمهم، فلا شكّ أنّه مذموم، وقد عرّضها للفتنة، ويدلّ ذلك على قلّة الغيرة في قلب الرّجل؛ فالمرأة مبناها على السّتر والحياء، ولا يليق بها إلاّ العمل بقوله تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}.


أمّا إن كانت تُعينه، فيجعلها في مكان أو مكتب خاصّ بها، لا يطّلع عليها أحدٌ فلا إشكال، إذا كانت لا تُضِيع واجباتها الأخرى.


وأنصحك ألاّ تُدخل زوجتك معك في هذا الميدان، فإنّه يذوب فيه قلوب الصّالحين من الرّجال، فكيف بناقصات العقل والدّين من ربّات الحِجال.


***


نصّ السّؤال الثّاني: ما حكم المتاجرة في الخردة واللّباس القديم أي الشيفون ؟


نصّ الجواب:


إذا كانت الخردة معلومة المصدر، أي: غير مسروقة، ويظهر للمشتري أنّها قديمة، ولا يكون هناك غشّ في البيع، فلا إشكال في بيعها.


أمّا الشّيفون فأنا أسمّيه ( الزّبالة الأميريكيّة )، وهذا ما يجب تسميتها به؛ حتّى ينفر النّاس منها، لأنّها:


1)الغرر الواقع بها، فإنّ المشتري لها يشترها في صرّة مغلقة، وهو لا يعلم ما فيها، وإن علم ما فيها فهو لا يعلم العيوب الّتي بالسّلعة.


2)غير معلومة المصدر، فهي إمّا مسروقة، أو محتجزَة من قِبَل الجمارك.


3)حتّى ولو كانت معلومة المصدر، وهو بلاد الكفر، فإنّها لا بدّ أن تمرّ على الدّيوان القوميّ للتّجارة مع التّعاون مع وزارة الصحّة، حتّى تُفحَص، فقد تحمِل في طيّاتها الأمراض والأوبئة.


4)غالبها مخالف للشّريعة، كبناطيل الجينز الضيّق، و( البودي )، وغير ذلك ممّا لا يخفى.


لذلك، فإنّه لا يحلّ المتاجرة في مثل هذا النّوع من الألبسة، والله أعلم.


***


نصّ السّؤال:


الأوّل: لي أصدقاء هنا في إسبانيا، ليسوا مسلمين، وأنا أبادلهم الصّداقة، فما حكم ذلك، لأنّني رأيت من حرّم ذلك. وأنا أعرف أنه يجوز الزواج بالكتابيات والزواج لا بد له من حبّ.


الثّاني: حكم تحيتهم والبشاشة معهم وتقاسم أفراحهم.


نصّ الجواب:


فلا بدّ من معرفة أمور مهمّة، منها:


الأمر الأوّل: لا بدّ قبل كلّ شيء، أن نسأل عن حكم مصادقة المسلم الفاسق ؟ وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( المرء على دين خليله، فلينظُر أحدكم من يُخَالِل )). وقال صلّى الله عليه وسلّم: (( لاَ تُصَاحِبْ إلاَّ مُؤْمِناً، ولا يأكُل طعامَك إلاًّ تقِيّ )).


فإذا كان الجواب: يجوز معاملة المسلم الفاسق المعاملة الحسنة، التّسليم عليه، عيادته إذا مرِض لتذكيره بالله، وإعانته في المعروف، دون الاحتكاك به ومخالطته ومصاحبته.


فالجواب هو نفسه فيما يتعلّق بالكافر، فإنّه يُعامل بالحُسْنَى، من ردّ التحيّة عليه، والسّؤال عن حاله، وإعانته في المعروف، ودعوته إلى الحقّ، دون مخالطته بمؤاكلته في البيت، والسّفر معه، ونحو ذلك ممّا قد يؤثّر سلبا على دين المسلم.


الأمر الثّاني: أنّ الله تعالى الّذي نهى المسلمين عن اتّخاذ اليهود والنّصارى أولياء، وهو الّذي أحلّ نساء أهل الكتاب للمسلمين، وهو يعلم تعالى ما يترتب عن ذلك، والمؤمن مأمور أن يتّقي الله ما استطاع.


الأمر الثّالث: أنّ محبّة الزّوج لامرأته، هي من نوع المحبة الطّبيعية الّتي لا تدخل في المحبّة المنهيّ عنها، وهي المحبّة الدّينية: أن يحبّها لدينها وأخلاقها وعاداتها الّتي تخالف شريعة الإسلام، فلا يضرّه أن يحبّ امرأته المحبّة الطبيعية.


وإنّ حكم امرأته الكتابيّة الّتي أحلّها الله له، كحكم أمّه وأبيه وأقاربه المشركين، الّذين قال الله تعالى في شأنهم:{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} [الممتحنة].


والبرّ هنا هو الصّلة الدنيوية.


الأمر الرّابع: أنّ الأصل في المسلم الّذي يتزوّج الكتابية، أن يجتهد في دعوتها إلى الإسلام، لأنّ من أهمّ أهداف حلّها له، أن يُرغِّبها في الإسلام، لتدخل فيه، كما قال علاء الدين الكاسانيّ رحمه الله:


" فكان في نكاحه إياها رجاء إسلامها، فيجوز نكاحها لهذه العاقبة الحميدة، بخلاف المشركة.. " [بدائع الصنائع (3/1414) وراجع حاشية منهاج النووي (3/187)].


والله أعلم وأعزّ وأكرم.


***


نصّ السّؤال: كيف أقنع أمي وأختي على لبس الحجاب ؟


نصّ الجواب:


فإنّ كثيرا من النّساء في مجتمعنا – ومن الرّجال أيضا – في قلوبهم تعظيم للدّين الحنيف، وحبّ كبير لله تعالى، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما تذكّر أحدهم بالله واليوم الآخر إلاّ استمعوا إليك وكأنّ على رؤوسهم الطّير، مقبلين بجوارحهم كلّها لسماع الخير، فلا تحتاج قلوبهم إلاّ لمن ينفض الغبار الذّي علاها، وضباب الغفلة الّذي غشاها.


والدّليل على ذلك أنّه لا يأتي شهر رمضان، أو حدث يذكّر بالله إلاّ أقبل الكثيرون على بيوت الله عزّ وجلّ، فكم خسِر أهل الحقّ بسبب غفلتهم عن دعوة الخلق !


أمّا دعوتك لأختك أو أمّك فيجب أن تواظب عليها، ولا تنقطع عنها، فإنّ النّفس كالسّنبلة تطأها القدم فسرعان ما تقوم مرّة أخرى، حتّى إذا داوم العبد على وطئها، ثبتت في مكانها.


ولا بدّ – أخي الكريم – من أمرين مهمّين:


أوّلهما: تقوية وتمتين هذا القلب الضّعيف:


فإنّ القلوب الضّعيفة لا يمكنها حمل الأوامر وتكاليف النّواهي، لأنّها هشّة، ولو حُمِّلتها فإنّ الحبل الّذي بينها وبين الله سينقطع بالضّرورة.


فالأولى – أخي الكريم – أن تركّز على الدّخول إلى هذا القلب العجيب، فستجد تماثيل كثيرة عشّشت بداخله، كحبّ الأفلام، والموضات، والأزياء، والأغاني، وغير ذلك من سفاسف الأمور. فالخطوة الأولى أن تنظّف هذا القلب من ذلك كلّه، وليس لك من سبيل إلى ذلك إلاّ بالتّزكية والرّقائق:


1-حدّثهما عن الموت وأهواله، وأهدِ لهما الأشرطة والمواعظ والأقراص الّتي تتحدّث عن ذلك في مراحل متقطّعة.


2-ركّز على دروس علامات السّاعة، فإنّها من أنفع الأمور للقلب.


3-اعتنِ بالمواضيع الّتي تبيّن أجر وفضل الطّاعة، فإنّها إذا علمت ذلك سهُل عليها جدّا الامتثال، والإقبال على الكبير المتعال.


4-حدّثهما عن مصارع القوم: من كتب الله له الخاتمة الحسنة، ومن عاقبه الله فختم له بالسّوء والعياذ بالله.


وغير ذلك. وتأمّل حديث عائشة رضي الله عنها: ( إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَداً، وَلَوْ نَزَلَ لاَ تَزْنُوا لَقاَلُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَداً ).


الأمر الثّاني: الاستعانة بالرّسائل والكتب والأشرطة:


فإنّ كلامك – وإن كان حقّا – فإنّه يبقى كلام الأخ والابن الّذي تعرفانه منذ سنين ..قريبهما الّذي يحدّثهما بلا حدود .. قريبهما الّذي طالما تبادل معهما الكلام والشّجار والخلاف ..


وقد قال أهل العلم: أزهد النّاس في العــالِـــم أهله وجيرانه ! فكيف بنا نحن ؟


فاستعِنْ ببعض الكتب الّتي تتحدّث عن فضائل الحجاب، وبعض الرّسائل الّتي تبيّن حكمه وأجره، وأنصحك بكتاب لا مثيل له في هذا الباب، ألا وهو: ( عودة الحجاب ) للشّيخ محمّد إسماعيل المقدّم حفظه الله تعالى، فهو يُظهر لهما أنّهما بتبرّجهما زيادة على مخالفة شريعة الله فإنّهما أسهمتا إسهاما كبيرا في نجاح مخطّط أهل الكفر والإلحاد، والبغي والفساد.


والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه.


***


نصّ السّؤال: ماحكم المسرحيّات الإسلاميّة، فنحن جمعيّة هنا نريد أن نُنشِئ مسرحا للدّعوة إلى الله تعالى.


نصّ الجواب:


قد تكلّم أهل العلم في حكم المسرحيّات، وأكثرهم على المنع منها، والله أعلم.


***


نصّ السّؤال:


شيخنا أحسّ أنّني منافق، فما هو الحلّ ؟


أريد حفظ القرآن، أريد منكم حفظكم الله أن تدلّوني على طريقة للحفظ، والمراجعة، أسير عليها وأصحابي.


نصّ الجواب:


فإذا كان إحساسك بالنّفاق، وأنت على هُدىً من الله، تعمل العمل وتخشى ألاّ يُقبل، وتُحسّ بأنّك على غير الحال الّتي تكون عليها وأنت تقرأ القرآن وتحضر الدّروس، فهو إحساس أهل الصّلاح.


ففي صحيح مسلم عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ رضي الله عنه قَالَ:لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ:


كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟


قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ.


قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ ؟!


قَالَ: قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا.


قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا !


فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.


َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( وَمَا ذَاكَ ؟)).


قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَكُونُ عنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا.


فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً )) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.


أمّا إن كان إحساساك بالنّفاق من أجل معاصٍ تقترفها، فعليك بالتّعجيل بالتّوبة إلى الله تعالى، وأن تُجدّد حياتك مع الله، فهو أشدّ فرحا بتوبة عبده من كلّ أحد يفرح بعود فقيده.


- أمّا طريقة حفظ القرآن، فغنّي أحيلك على " القواعد الذّهبيّة لحفظ القرآن الكريم " للشّيخ عبد الرّحمن عبد الخالق، فهي نافعة جدّا.


***


نصّ السّؤال: أنا إمام مسجد هنا في اسبانيا.


وجاءني أخ لأعقد له، مع العلم أنّه يريد أن يعقد على إسبانيّة، وهي حامل منه، وهو يريد الزواج منها، مع العلم أنه قد بدأ الالتزام كالمحافظة على الصلاة وهو يحبها ولا يريد التخلي عنها.


نصّ الجواب:


وفّقك الله على مهامّك.


أمّا أن تَعْقِد لهذا الأخ على تلك المرأة، فهو حرام بإجماع من أهل العلم؛ لأنّ الزّواج من زانية ولو مسلمة محرّم، وباطل. فكيف بالكتابيّة.


قال تعالى:{والمحصنات من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم}، والمحصنات هنّ العفيفات.


ولا يكفي أن يتوب هو من معصيته، بل لا بدّ أن تتوب هي أيضا، {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.


ثمّ تعتدّ بوضع الحمل، وبعد ذلك يتزوّجها، إن ظهر لك أنّها تابت.


نصّ السّؤال:


من وليّ هذه الإسبانية إذا لم يكن هناك الإمام العامّ ؟


نصّ الجواب:


وليّها إن كانت كافرة هو أبوها، ثمّ الأولى فالأولى. فالكافر له ولاية على المرأة الكافرة، إنّما نشترط ولاية المسلم إذا كانت مسلمة.


***


نصّ السّؤال:


ما حكم أخذ النفقة من الأب الذي ماله خليط بين الحلال والحرام.


نصّ الجواب:


إذا كان مختلطا من الحلال والحرام فلا إشكال في الأخذ من ماله.


***


نصّ السّؤال:


حكم إختلاف المطالع أعني رمضان خاصة إذا كنت أشك في شرعية صيام بلدي كذلك فيما يخص وقوف عرفة فنحن مثلا في المغرب حدث وأن تأخر عندنا وقوف عرفة بالنسة للسعودية ليوم أو يومين والواجب أن نتبع السعودية لمكان عرفة والحج منها فمتى أصوم.


نصّ الجواب:


أمّا صيام عرفة فتأخذون في معرفة اليوم بقول المملكة العربيّة السّعوديّة، وذلك:


1)لأنّ صوم عرفة تابعٌ للحجّ، فإذا أخذنا بقولهم في ركن من أركان الإسلام فمن باب أولى أن نأخذ به في المستحبّ.


2)أنّ صوم عرفة مبنيّ على الخفاء، وليس صومه عامّا، فإذا صامه الإنسان متّبعا في ذلك تقويم أهل الحجاز فليس هناك مفسدة التّفرقة الّتي تحصل في رمضان.


أمّا صوم رمضان، فالمسألة في اختلاف المطالع كثُر فيها الكلام، والصّواب هو قول ابن عبّاس رضي الله عنه أنّ لكلّ بلدٍ رؤيته.


والله أعلم.


نصّ السّؤال: هل يجوز الصلاة في المساجد التي فيها البدع وهي تحت سلطة الحاكم الظالم الذي يعيين أئمة البدعة.


نصّ الجواب:


إن كان هؤلاء المبتدعة من الطّوائف المارقة من الإسلام كالرّافضة، ومن ينتسبون زورا إلى الإسلام، فلا يُصلّي المسلم معهم ولا كرامة.


أمّا إن كانت بدعتهم غير مكفّرة، كأصحاب الطّرق، والأشاعرة، وغيرهم، ففيه تفصيل:


1)إن كان هناك مسجد آخر لأهل السنّة، فلا تصلّ مع أهل البدع.


2)وإلاّ فصلّ وعليه بدعته كما قال الحسن البصريّ رحمه الله.


والله أعلم وأعزّ وأكرم، وهو الهادي للّتي هي أقوم.




نص الرسالة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ سؤالي
أن بائع سمك مخلع هنا في إسبانيا وانا استعمل خل الكحول الأبيض لعملية تخليع السمك فما حكم ذلك بارك الله فيكم
2- ما حكم الزواج من أجل الأوراق هل يعتبر زواج شرعي


وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، وفيكم بارك الله.

أمّا استعمال خلّ الكحول الأبيض لعمليّة تخليع السّمك، فجائز، لأنّه خلّ.
وتسمية الشّركة الّتي تبيع هذا الخلّ بخلّ الكحول أو: خلّ دون كحول ! تسمية تدلّ على جهل فاضح بلغة العرب وشرع الله عزّ وجلّ؛ ذلك لأنّ الخلّ هو الطّور الأخير للخمر، فعصير أيّ فاكهة أو حبوب لا يمكن أن يصير خلاّ إلاّ إذا مرّ بمرحلة التخمّر.
ولمّا كان يحرُم على المسلم اقتناء الخمر، وكان محتاجا إلى الخلّ، كان الحلّ فيما يلي:
الأوّل: شراؤها من الكفّار، لذلك روى أشهب عن مالك: إذا خلّل النّصرانيّ خمرا فلا بأس بأكله.
الثّاني: أن تتخلّل وحدها دون قصد، وهو قول عمر رضي الله عنه وقبيصة وابن شهاب وربيعة ومالك والشّافعيّ في قول وهو ما جرى عليه محقّقو الشّافعيّة. ونقل ابن تيمية رحمه الله اتّفاق العلماء عليه.
الثّالث: تخليلها بوضع بعض الخلّ أو الملح ونحوهما عليها، فتستحيل كلّها خلاً، وهذه حلال بالإجماع.
أمّا اقتناء المسلم للخمر لتخليلها، فلا يباح بحال من الأحوال، والأدلّة على ذلك كثيرة منها ما رواه أبو داود وأحمد عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ رضي الله عنه سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلّم عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا ؟ قَالَ: (( أَهْرِقْهَا )) قَالَ: أَفَلَا أَجْعَلُهَا خَلًّا ؟ قَالَ: (( لَا )).
***
أمّا الزّواج في ديار الكفر من كتابيّة من أجل الحصول الأوراق فهو غير جائز؛ لأنّ الزّواج من نساء أهل الكتاب إنّما أبِيح في ديار الإسلام، لا في ديار الكفر.
وتفاصيل هذه المسألة تجدها على هذا الرّابظ:
http://www.nebrasselhaq.com./index.php?option=com_k2&view=item&id=780
أمّا حكم الزّواج منها بغضّ النّظر عمّا سبق ذكره، فلا يخلو من ثلاث حالات:
1. ألاّ تنوي ولا تحدّث نفسك بطلاقها بعد الحصول على الأوراق، فذلك لا يضرّ، فحكمك حكم من تزوّج المرأة لمالها أو حسبها، أو غير ذلك.
2. أن تنوي طلاقها بعد الحصول على الأوراق، وتصرّح بذلك لغيرك، فهذا نكاح متعة، محرّم بالإجماع.
3. أو تنوي طلاقها، ولا تصرّح بذلك، فهذا الّذي اختلف العلماء في حكمه، والصّواب هو عدم الجواز، لقول ابن عمر رضي الله عنه: (( إنّما النّكاح ما كان عن رغبة )).
والله أعلم.




رسالة أخرى تقول صاحبتها :
فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرا على دروسكم فقد نفعتنا والله ونحن نريد المزيد خاصة في العقيدة والروحانيات
سؤالي هل لديكم طريقة معينة للحفظ وما تنصحون من يريد الحفظ أعني الطرق فقد رأيناك ترتجل الخطب والاشعار بارك الله فيكم
سؤال آخر : كيف أضبط مسائل الفقه والنحو


آمين، وجزاكم الله خيرا كذلك.

أمّا الحفظ فيختلف باختلاف الشّخص:
1. فهناك من فطره الله عزّ وجلّ بذاكرة وحافظة قويّة، فليَحمد الله على ذلك. ويُنصح بالمراجعة للمحفوظ.
2. وهناك من يصعُب عليه الحفظ، كشأن أكثر النّاس، فليس هناك أحسن طريقة من:
1. التّكرار، فإذا حفظ الطّالب نصف صفحة من القرآن، أو حفظ حديثا، أو خمسة أبيات من الشّعر، فعليه أن يُكرِّر ما حفظه مرارا وتكرارا [20 أو 30 مرّة]، ثمّ يترك ذلك ساعات، ثمّ يراجع ما حفظه مرّات أخرى.
2. فإذا أتمّ المقرّر الّذي يريد حفظه، جعل يوما في الشّهر يخصّصه لمراجعة المحفوظات.
3. وإن استطاع أن يعرِض على شخص ما حفظه، فذاك الّذي يجعل المحفوط أكثر قرارا في الذّهن.
أمّا كيف أضبط مسائل الفقه والنحو: فليس هناك من سبيل إلاّ الممارسة لذلك:
1. فلا بدّ من التّعليم، كما قال الألبيري رحمه الله يصف العلم:
( يزيد بكثرة الإنفاق منه *** وينقصُ إن به كفّا شددت )
2. في الفقه لا بدّ من القيام بالبحوث.
3. في النّحو لا بدّ من الإكثار والإكثار من الإعراب.
4. والطّريقة الّتي نفعني الله تعالى بها في كثير من العلوم:
أوّلا: جعل كرّاس لكلّ مادّة.
ثانيا: وضع أسئلة لكلّ معلومة في الفقه أو الأصول أو الحديث، أو غير ذلك. بحيث لو أجبت عن كلّ سؤال منها لشكّلت تلك الإجابة مضمون الكتاب الّذي أدرسه بالتّفصيل.
ثالثا: أمام كلّ سؤال أضع رقم الصّفحة من الكتاب الّذي يتضمّن تلك المعلومة.
رايعا: أثناء المراجعة أنظر في الأسئلة، فإن وفّقني الله تعالى للإجابة الصّحيحة فله الحمد والمنّة، وإلاّ رجعت إلى صفحة الكتاب الّتي أجد الجواب فيها.
هذه أحسن طريقة لضبط المعلومات، والله الموفّق لا ربّ سواه.






سائل آخر :
السلام عليكم
فضيلة الشيخ أريد أن اتاجر في الاقراص المرئية الخاصة بالدعاة والعلماء و\لك عن طريق نسخها في الاقراص طبعا بعد التعديل عليها فما رايكم
شيخنا أين يمكن التمدرس عليكم وأين أجد دروسكم بارك الله فيكم
3- متى تشرعون في دروسكم على الغرفة وشكر الله لكم

بارك الله فيكم وفي جهودكم

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
أمّا المتاجرة في الأقراص المرئيّة الخاصّة بالدّعاة والعلماء فإن لم تكن المادّة مكتوبا عليها: حقوق النّشر محفوظة، فجائز لا إشكال في ذلك.
أمّا التعلّم عليّ، فنسال الله أن يجعلنا عند حسن ظنّكم بنا، وغفر الله لنا ما تجهلوه عنّا، وأن يستر عيوبنا.
وإلى أن ييسّر الله تعالى لنا مسجدا نستعيد فيه نشاطنا فيمكنك أن تتابع الدّروس على ( الصّوتيات ) بموقع " نبراس الحقّ ".
وإن كنت هنا بالجزائر فأرسل إليّ عنوانك وسأُهدِي إليك مجموعة من الدّروس إن شاء الله.

أمّا الشّروع في الدّروس على الغرفة، فعن قريب إن شاء الله، وإنّما أريد التخلّص من كلّ ما من شأنه أن يُعِيقني مستقبلا عن أدائها على أكمل وجه إن شاء الله.
وبارك الله فيكم كذلك.


يقول السائل
السلام عليكم شيخ الكريم
أود أن أستفسر على سؤال محرج شيخنا؟
أنا شاب يعيش في فرنسا و بضبط في .........، ليس عندي أوراق شرعية تخول لي العيش في التراب الفرنسي
في هذه الأيام جائنى شرطي من المخابرات و عرض علي أن يساعدني على أخد الأوراق مقابل التعاون معه في إعطائه
معلومات على شخص يحضر نفس المسجد؟ مع العلم أنه شخص عنذه أسبقية في السجن؟
فأرجوا منكم يا شيخنا العزيز أن تفتي علي ماذا أفعل ؟ مع العلم أنني في حاجة للأوراق؟

- الجواب عن السّؤال الأوّل:
أ) أوّلا: فأنت مخطئ وآثم ببقائك ببلاد الكفر من غير مسوّغ شرعيّ ( كالدّعوة إلى الله، أو كنت مضطرّا إلى ذلك لأجل مضايقات أمنيّة ببلدك، ونحو ذلك ).
ب) ثانيا: يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( المسلم أخو المسلم، لا يسلمه، ولا يخذله ))، هذا إذا كنت ستخذله وتسلمه إلى مسلم مثله. فكيف بخذلانه وتسليمه للكافر، وتمكينه منه ؟!
ج) ثالثا: ثمّ إنّ دينك ورجولتك ومروءتك أغلى بكثير من الأوراق الّتي تنشدها، فكن مسلما حقّا، ورجلا صدقا.
د) رابعا: ثمّ الحذر من أجهزة الأمن، فإنّهم يعلمون أنّ أصعب خطوة لديك هي الأُولى، فبمجرّد أن تُعينهم مرّة واحدة، تكون قد أبرمت معهم عقدا مدى الحياة: فإنّهم سيطلبون منك مساعدتهم في التربّص بآخرين ... وإلاّ:
طردوك .. أو يهدّدونك بإبلاغ النّاس عنك هناك ! فالحذر الحذر من الاقتراب منهم.
هذا جوابي باختصار، والله الموفّق.

ثم أرسل الأخ رسالة أخرى


السلام عليكم و رحمة الله
شكراً جزيلا شيخنا على التوضيحات التي وجهتهوها إلي، لكن المشكل في مساعدة الشرطة هو لا أقل ولاغير أنني أريدالتكفير على ذنوبي، فأنا كنت أعاشر مجموعة من الإخوان الذين كانو ولا يزالو يقومون بسرقة النصارى على أساس أنهم كفار وجاز فيهم الجهاد، لقد غيرة رأي لأنهم لا يقفون على السرقة بل يفكرون بعمل إرهابي وثم حدود الله، فهاذه هي الحقيقة شيخنا الكريم، ولذالك أطلب منكم فتوا في هذه المواضيع لأنني أخشى التحذث مع إمام المسجد لأني رأيته يوما ما يتحدث إلى نفس الشرطي الذي يريد المساعدة
فالمرجو شيخنا الحبيب أن توجهنا إلي الطريق الصحيح؟، جزاكم الله خيرا وكفر على ذنوبي إن شاء الله

أخوكم في الله محمد ........، من ..............

فكان رد الشيخ حفظه الله

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
- أمّا توبتك فنسأل الله تعالى أن يتقبّلها، وهو القائل:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }.
وهؤلاء الّذين يهرفون بما لا يعرفون،فنسال الله لنا ولهم الهداية، وهم في تناقض عريض، فلا الإسلام نصروا، والكفر كسروا.
- وأمّا موقفك أخي الكريم، فيجب عليك اعتزال هذه المحموعات، وأن تقطع بهم صلتك نهائيّا، لأنّ أجهزة الأمن هناك ستجد رابطا بينك وبينهم إذا ما قاموا بما لا يحلّ القيام به.
وأنصحُك نصيحة أخٍ مشفق: عليك أن تغيّر بلدا، وثِق بالله عز وجلّ القائل:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
وأنت لست مسؤولا عمّا يفعلونه هناك من السّرقات ونحو ذلك، فإن استطعت أن ترفع أمرهم إلى مسلمين هناك، ينصحونهم، ويأخذون على أيديهم فبها ونعمت، أمّا أن ترفع أمرهم إلى الأمن هناك فلا يحلّ ذلك.
والله أعلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا العزيز:
لدي سؤالين من فضلك وأريد الاجابة الكافية في أسرع وقت ممكن من فضلك:
1/ أريد ان أتزوج من فتاة أخوها الصغير رضع أمي مع أخي الصغيروخالها رضع وخالها رضع أمي فهل تجوز لـــــــــــــــي؟
2/ هل يجوز الصلاة وراء امام تحرش بفتاة بالغرفة وراء المحراب وصدته بقوة حيث كانت قاصدة الرؤية الشرعية ثم عاود الكرة مع نفس الفتاة وذالك بأخذ موعد معها بمنزل أحد أصدقائه وصدته مرة ثانية أمام مدخل البيت وأحيطكم علما شيخنا أنه اعترف بالخطيئة لي فقط لانني واجهته وجالبت له الادلة وطلبت منه طلب السماح من الفتاة لانها في فترة جد صعبة وانبهرت بتصرف الامام الذي يعتبر رمز صلاح المجتمع وخفت من الفضيحة لعامة الناس والله شاهد على ماأقول.
وأنا في حيرة من أمري شيخنا مع العلم أني متأكد 100/100 بتصرف الامام
فهل جائزة الصلاة وراءه أم لا؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

- الجواب عن السّؤال الأوّل:
أ‌) إذا رضع أخوها من أمّك خمس رضعات فإنّما يحرُم عليه هو أن يتزوّج إحدى أخواتك، ولا يحرم عليك أنت أن تتزّوج إحدى أخواته.
وعليه، فإنّه يحلّ لك الزّواج منها.
ب‌) أمّا كون خالها رضع من أمّك، فكذلك يحرم عليه هو التزوّج من أخواتك، وليس أنت.
الحاصل: أنّها لم ترضع هي من محارمك، ولم ترضع أنت من محارمها، فلا إشكال.
- الجواب عن السّؤال الثّاني:
نعم، فإنّ من عقيدة أهل السنّة والجماعة أنّ الصّلاة تصحّ خلف كلّ برّ وفاجر.
وإن كان هناك قُدرة لإزاحته، فإنّه يُزاح من منصبه من قِبل السّلطة الموكّلة بذلك، أمّا وهو باقٍ في منصبه فالصّلاة خلفه جائزة.
ذلك:
أ‌) درءًا للفتنة كما ذكرت في سؤالك.
ب‌) ولكيلا نُعِين الشّيطان عليه، فبما أنّه اعترف، ووعد بالتّوبة من ذلك، فإنّه يُفتح له باب إصلاح نفسه.
والله أعلم.



سائل آخر يقول
السلام عليكم ورحمة الله
لو سمحت يا شيخ عندي سؤال وأتمنى الاجابة عليه في اقرب وقت ممكن
انا امام خطيب من ولاية الطارف استمع كثيرا للشيخ محمد حسان واستمد منه الدروس وخطب الجمعة
فبماذا تنصحني وما رأي فضيلتكم في الشيخ محمد جسان.
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب عن السّؤال الثّاني:
أمّا الشّيخ محمّد حسّان حفظه الله، فهو من تسأله عنّي، ولست أنا الّذي أُسأَل عنه !
فهو من خيرة الدّعاة إلى الله عزّ وجلّ، سبيله سبيل السّلف الصّالح رحمهم الله، نحسبه كذلك ولا نزكِّي على الله أحدا.
أمّا إن أشكل عليك كلام بعض النّاس فيه، فلا تحزن، فإنّه لا يسلم أحدٌ هذه الأيّام من الهمز واللّمز. مصداق ذلك قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( ولكن في التّحريش بينكم )).
وعليك أن تجعل لنفسك ضابطا تعرف به السّلفيّ من غيره: فالعبرة في قواعد الدّلائل لا بفروع المسائل:
فمن كان يستدلّ في إثبات العقيدة، والفقه، والسّلوك، والمنهج الدّعوى بكتاب الله تعالى، وسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، بفهم سلف الأمّة فذاك هو السّلفيّ، وإن أخطأ في بعض المسائل.
وإن ذكروا لك أخطاءه، فالجواب:
أ‌) من ذا الّذي يسلم من الخطأ ؟
ب‌) وهل هو فعلاً خطأ ؟ لعلّ الصّواب هو ما هو عليه.
ت‌) المخطئ لا يُتبّع في خطئه، ويؤخذ منه صوابه.
هذا جوابي باختصار، والله الموفّق لا ربّ سواه.

شيخنا الحبيب سلام الله عليكم أحمد الله إليكم سائله حفظكم ورعايتكم بحفظه ورعايته
سؤال من أحد أئمة الطارف أرسله إلى مكتبة فضيلتكم
ونص الرسالة كالتالي:
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
شيخي الكريم :انا امام خطيب بولاية الطارف يشرفني ان اتقدم لفضيلتكم بسؤالي هذا والمتمثل في:
ماحكم درس الجمعة علما بان الكثير من اخواني نصحوني بان اخفف فيه نظرا لكونه بدعة فبماذا تنصحونني جزاكم الله خيرا ونفع بكم
إنتهى نص الرسالة

شيخنا الحبيب

شرعت في وضع مذكرة أضبط فيها أهم الأبواب الفقهية بحيث أضع صورة المسألة وأقوال ومذاهب الفقهاء مع ذكر أسباب الإختلاف وأدلة كل مذهب وأخيرا القول الراجح .. وترددت بين طريقة الفقهاء وطريقة المحدثين .....ووقع إختياري بعد النظر في مكتبتي المتواضة الموجودة في حاسوبي الكفي الصغير وقع إختياري على كتابي شرح الزاد لابن عثيمين و بداية المجتهد لابن رشد رحم الله الجميع فالأول رحمه الله معروف بتمكنه في الفقه وتجرده للدليل وتأصيلاته الرائعة والثاني كتابه البداية وجدته رائع في بابه في طريقة عرضه للمسائل وأقوال العلماء و مذاهبهم كما أن - كما سمعت - العديد من الجامعات تدرسه
سؤالي شيخنا الحبيب

- ما رأيكم في هذا الإختيار
- هل يسلّم لجميع عزو ابن رشد في كتابه أقصد عزوه لأقوال الفقهاء وأرباب المذهب أم علي التحفظ والعود إلى كتب القوم للتحقق من عزوه
- هل من ملاحظات حول كتاب البداية لأضعها في الحسبان وأنا أدرس الكتاب
أخيرا نصيحتكم حول ضبط أهم الأبواب والمسائل الفقهية وهل لديكم طريقة ومنهاج تنصحون به
محبكم يدعو لكم

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أحمد الله إليك أخي العزيز على أنّك بخير، ونسأله تعالى أن يسلّمك لأهلك وإخوانك وقرّة عينك الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ.
ومعذرة إن أطلت في الجواب عن السّؤال، لأنّي بمدينة الشّلف بدعوة من جمعيّة العلماء المسلمين، وذلك لإلقاء بعض المحاضرات والدّروس، وكان من المقرّر ألاّ تزيد على أسبوع، ولكنّهم أرغموني على البقاء، ومدّدوا مدّة الدّورة إلى أسبوعين.

أمّا جوابي عن سؤال الأخ الإمام من الطّارف وفّقه الله:
فلا شكّ أنّ الدّرس قبل الجمعة مخالف لنهي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه لا عبرة بخلاف من خالف من أهل العلم، لأنّه خلاف مصادم للدّليل.
ولكن، يبقى العمل بهذا الحكم خاضعا لحال البيئة الّتي يكون فيها الإمام:أ) فإن كان يعلم أنّه لو صبر وثبت ولم يقُم بإلقاء هذا الدّرس لقام معه روّاد المسجد ومنعوا من خلعه، فليصبر.ب) أمّا إن كان يعلم أنّه سيعزَل غير مأسوف عليه، فهذا يحتال، فيُلقي الدّرس أحيانا، وأحيانا أخرى ينبّه على مخالفات يقع فيها المصلّون، وهكذا.
وعليه ألاّ يُطيل، لأنّ الضّرورة تُقدّر بقدرها، فليقتصِر على 10 دقائق لا يزيد عليها إن أمكنه ذلك.
والله أعلم.

وأعود إليك اخي العزيز محمّد:
فبارك الله فيك على جهدك، وزادك الله حرصا على حرصك، وهمّة على همّتك.
وكما ذكرت فإنّ بداية المجتهد من أفضل ما أُلّف في الفقه المقارن.
أمّا خشية العزو إلى المذهب من طريقه فواردة لوجهين:أ) لأنّ الذّهول والغفلة لا يسلم منها أحد، فقد يعزو أحيانا القول إلى غير قائله، ولكنّه قليل.ب) أنّه يعزو القول إلى مذهب معيّن، وهو في الحقيقة قول لبعضهم، ومن المقرّر أن العزو إنّما يكون للمشهور من المذهب.
لذلك أرى أنّه من الأحسن أن تعزُو لأمّات الكتب الفقهيّة، أو تبيّن في المقدّمة أنّ عزو الأقوال إنّما هو تابع لما ذكره ابن رشد رحمه الله، ومن أسند فقد أحال، وبرئت ذمّته..
والله أعلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا الحبيب إشتقنا لكم والله ...اللهم احفظ شيخنا أبا جابر وجازه عنا وعن الإسلام خير جزاء
شيخنا الحبيب وصلتنا عدة رسائل هذا بعضها

الرسالة الأولى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جزاكم الله خيرا كل جزاء و أدام حياتكم في التدريس النافع المأجور نرجو من فضيلة الشيخ التوجيه في حفظ منظومة متن الفصيح للثعلبي
1- أمّا الجواب عن الرّسالة الأولى:
فليعلم السّائل أنّ الأصل هو استحباب حفظ المتون العلميّة، فأقلّ منافعها تدريب الذّاكرة على الحفظ وتوسيع قدراتها على ذلك.
ولكنّ النّصيحة الّتي يمكن أن أتقدّم بها إليك - أخي الكريم - أن تحفظ ما هو أولى، كألفيّة ابن مالك في النّحو، أو ألفيّة السّيوطي في الحديث، أو الرّحبية في المواريث، ونحو ذلك.
لأنّ " نظم الفصيح " اهتمّ بمفردات اللّغة الفصيحة، وبيان الأفصح، والتّنبيه على الممنوع، ولا شكّ أنّ العلم بذلك من أجلّ الأمور، ولكن لا يُتعلّم بالحفظ، وإنّما بالممارسة والمذاكرة.
نعم، إن كان الطّالب قد منّ الله عليه بقوّة حافظة خارقة للعادة، وكان قد حفظ كتاب الله عزّ وجلّ، وأحاديث الأحكام، وما ذكرناه من المتون العلميّة، فيكون من محاسن الأعمال حفظ متن الفصيح.
وفّقك الله لما يحبّه ويرضاه، وزادك حرصا على طلب العلم وضبطه، والله الموفّق لا ربّ سواه.


الرسالة الثانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله عنا خير الجزاء فضيلة الشيخ
سؤالي
فضيلة الشيخ
كلما يخرج مني إما لجماع أو إحتلام وبعد أن أغتسل يخرج مني بعض المني ـ وهذا تقريبا دائما ـ فهل أغتسل
مع العلم أنني دائما أغسل الفرج وما حوله وأتوضأ للصلاة
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ

2- الجواب عن السّؤال الثّاني:
فإذا كنت متيقّنا أنّ ما يخرج منك بعد الغسل هو منيّ، ولم يكن هناك التباس في ذلك بالمذي أو الودي، فاعلم أمرين:
أ) أنّ ذلك ليس بناقضٍ للغسل في أصحّ قولي العلماء خلافا للإمام الشّافعيّ وابن حزم رحمهما الله. وإنّما هو ينقض الوضوء فحسب؛ لأنّ المنيّ النّاقض للغسل هو الّذي يخرج لشهوة (جماع أو احتلام)، أمّا الخارج منك فهو لعلّة أو مرض، فحالك كحال من يُنزل المنيّ لسقوطه على الأرض، أو غير ذلك.
ويدلّ على ذلك ما رواه أبو داود والنّسائيّ - وأصل الحديث في الصّحيحين - عن عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا فَضَخْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ )).
أي: إنّ المنيّ يوجب الغسل إذا سال بشهوة، فمن سال منه المنيّ بلا شهوة: لمرض أو برد أو وقعة لا غسل عليه، وفي رواية قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا حَذَفْتَ المَاءَ )) أي: دفقته كقوله تعالى:{خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}.
ب) فإذا كان الأمر على النّحو الذي ذكرت، فعليك المداواة والعلاج.
والله أعلم.


ملاحظة
كثير من الرسائل شيخنا الحبيب يسأل أصحابها عن مسيرة الشيخ في طلبه للعلم هنا في الجزائرثم في سوريا وأهم المشايخ الذين درس عليهم وتأثر بهم وغير ذلك من هذه الأسئلة

أمّا جمهور الإخوة الرّاغبين في أن يعرفوا عنّا ما يسمّونه بالسّيرة الذّاتيّة والمسيرة العلميّة، فلا يخفى عنّي حالهم، وفي كلّ مرّة أجيبهم بما يلي:
من كان متأسّيا فلْيتأسّ بالعلماء العاملين، والعُبّاد الصّالحين، ومن لم يزدْه ذلك همّة في طلب العلم فلن ينتفع بشيء.
ومن كان مقتديا فليَقتدِ بمن مات من أهل العلم، وأمثالنا:
1. لم يُكملوا بعدُ مسيرتهم العلميّة، بل ما زلنا عند عتبة الباب,
2. والحيّ لا تُؤمنُ عليه الفتنة، فكم من مُترجِمٍ لنفسه: كان من المتساقطين على الطّريق، أو ليس له في الميدان أيّ عمل يشهد له على قوله، نسأل الله تعالى الثّبات على دينه وطاعته.
3. لست بشيء، ولا منّي شيء، ولا لي شيء، ولست أبغي إلاّ أن أسدّ ثغرة من ثغور الإسلام، ولكلّ حرب رجالها.
4. وأنصحهم بألاّ ينظروا إلى شخص المتكلّم، ولكن أن ينظروا إلى أصوله في الاستدلال، فإن لم ننجح في ربط النّاس بالوحي: كتاب الله تعالى، وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وفهم وفقه سلف هذه الأمّة المباركة، فلا خير في دعوتنا، ولا بارك الله في كلماتنا.
وسلام على جميع الإخوة، ونلتمس منهم الدّعاء لنا ولذرّيتنا بالهدى والرّشاد، وأن يُجنّبنا سبل الغيّ والفساد

0 التعليقات:

إرسال تعليق